قصة محمد
نشأ محمد في مدينة فولاني في نيجيريا واتبع خطوات والده في الحياة، فتعلم إزاي يرعى المواشي لأن دي كانت شغلة معظم رجال مدينة فولاني وكمان كان بيمارس الشعائر الدينية بتقوى وتدين. ولما أصبح في سن المراهقة استسمح والده إنه يوافق على سفره لدراسة القرآن في مدرسة متخصصة في مدينة اسمها باتشي.
درس محمد القرآن في باتشي لمدة ثلاثة سنين وبعدها كمل دراساته الإسلامية في مدن تانية واتعلم يقرأ ويكتب اللغة العربية واتمنى إنه يقدر يدرس في السعودية.
في الوقت دا، رجع محمد للمدينة بتاعته بناء على طلب والده اللي نصحه إنه يتجوز قبل ما يسافر للمملكة العربية السعودية.
لكن لما رجع محمد مدينته بدأ يشوف بعض الأحلام المزعجة كان بيشوف فيها أشخاص كلهم سواد يهاجموه ويحاولوا يقتلوه. كل مرة كان محمد يصحى منزعج ومرعوب جداً من الكوابيس دي وما كانش بيقدر يرجع ينام تاني. وبعد سلسلة من الكوابيس من النوع دا، بدأ يظهر في أحلامه شخص لابس أبيض يدافع عنه وينقذه من الأذى ويوصله بأمان لبيته.
بدأ والد محمد يقلق على ابنه لما حكى له عن الأحلام اللي بيشوفها وقرر إنه يعرضه على طبيب محلي. بعد الزياره، وصف له الطبيب بعض الأعشاب والتعاويذ لطرد الأرواح الشريرة، إلا أن الكوابيس استمرت وما كانش فيه حد بيقدر ينقذ محمد إلا الشخص اللي لابس ثوب ابيض ناصع اللي كان بيظهر في أحلامه ويرجعه لبيته بأمان وكان بيقوله إنه بيحبه.
في آخر حلم شافه محمد، شاف نفسه تحت شجرة بيقرأ كتب كثيرة فظهر له الشخص اللي لابس أبيض وقعد جنبه وسأله عن اللي بيقرأه. في الوقت دا، محمد ما كانش فاهم اللي بيقرأه، فسأله الشخص اللي لابس أبيض إن كان محتاج مساعدة. رد محمد عليه بالإيجاب.
الشخص اللي لابس أبيض أخذ كتاب وقال لمحمد: الكتاب دا جه من عند الله وفيه هتلاقي كلمة ربنا.” الكتاب دا كان هو الكتاب المقدس ومحمد عمره ما قرأه قبل كدا. الشخص اللي لابس أبيض شاور له على بعض الآيات ومن ضمنهم الآية الموجودة في يوحنا 14: 6 اللي بتقول “أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي.” وقاله إن الشخص المقصود بالكلام دا هو أنا وإنه هو عيسى (يسوع) مخلص العالم. سأله يسوع إذا كان عاوز يقبله كمخلص لحياته. لما قاله محمد إنه موافق، اختفى يسوع وانتهى الحلم.
في اليوم التالي، راح محمد علشان يقابل شخص اسمه يوناثان وهو شخص مسيحي عايش في قريه مجاورة وقاله عن الأحلام اللي كان بيشوفها وبالأخص الحلم اللي شاف فيه يسوع وشاور له على بعض الأجزاء من الكتاب المقدس.
حكى يوناثان قصة محمد للقسيس بتاعه ورتب مقابلة بين محمد والقسيس. لما اتقابلوا، حكى محمد للقسيس عن أحلامه. شرح القسيس لمحمد بتفاصيل أكثر طريق الخلاص وفي الوقت دا قرر محمد إنه يسلم حياته بالكامل ليسوع.
بمرور الوقت عرف والد محمد إن ابنه أصبح مسيحي ووضعه بين اختيارين: إما إنه يترك الدين المسيحي، أو ينفصل عن العيلة ويطلع بره البيت. رد محمد على والده باحترام شديد ومهابة لكنه قاله إنه مش ممكن يترك الرب يسوع المسيح.
بعد محاولات استمرت شهور فشل الوالد إنه يخلي محمد يغير رأيه. وفي يوم طلب من محمد إنه يكون موجود في القرية وطلب من بعض الرجاله إنهم يحاصروا المكان علشان محمد ما يقدرش يهرب واجبره إنه يشرب سم. رفع محمد قلبه في الصلاة وشرب السم ودخل ينام وفي اليوم التالي استغرب والد محمد جداً إنه ابنه لا يزال على قيد الحياة.
بعد كدا بوقت قليل، طرد الوالد محمد من المدينة وفي الوقت اللي كان فيه محمد بيمشي بين الغابات، انقض عليه بعض اقرباؤه وحاولوا يقتلوه بسهام مسمومة. وفعلاً اصيب محمد وكان من المفروض إنه يموت لكن واحد من قرية صديقه يوناثان لاقاه وساعده يوصل لأقرب طريق ووقف موتوسكل وأخذه لأقرب عيادة وهناك قضى حوالي شهر بيتعالج. بعد كدا وبناء على طلب الوالد، تم القبض على محمد ودخل السجن لفترة بعدها تم الافراج عنه ورجع بصحبة البوليس لبيته.
بدأ الوالد محاولة من نوع جديد لاقناع ابنه إنه يترك الدين المسيحي وعرض عليه إنه يعطيه مواشي وقاله إنه هيدفع له مهر ثلاث زوجات بشرط إنه يترك المسيحية. محمد كان عارف أنه لازم يحسم الأمر مع والده.
شكر محمد والده على كرمه وقاله إن عنده احتياج واحد مش ممكن يقدر والده يسدده. سأل محمد والده إن كان يقدر يعطيه حياة أبدية. أدرك الوالد طبعاً إنه ما يقدرش يمنح ابنه حياة أبدية، علشان كدا قاله محمد أنه مش ممكن يترك يسوع المسيح.
انتقل محمد لمدينة اسمها :جوس” وعاش هناك بمفردة لمدة سنتين بدون تواصل مع عائلته، وبعدها سمع إن والده مريض بمرض خطير وإنه في المستشفى فراح علشان يزوره.
اعتذر الوالد لمحمد على كل الحاجات اللي عملها معاه وكل الكلام اللي قاله عنه فأكد له محمد إنه سامحه بالفعل وصلى معاه علشان يقبل المسيح مخلص لحياته. بعدها بثلاث ساعات توفى الوالد. وبالرغم من إنه حدث محزن، إلا أن محمد كان فرحان مش بس لأنه اتصالح مع والده لكن لأن والده مات بسلام على يقين إنه مع يسوع في الأبديه وإنه في يوم من الأيام هيتقابلوا تاني في السما.