اتولد علي في جنوب شرق تركيا وكان أكبر اخواته التسعة. في شبابه كان بيساعد في إعالة عيلته بشغلته راعي للمواشي وكان بيقضي وقت كبير لوحده في المراعي واتعود إنه يتكلم بكل حرية مع الله ويقوله أد إيه هو مُعجب بجمال الطبيعة اللي خلقها.
ولكن لما اصبح في العشرينات من عمره فقد براءة الطفولة واصبح مدمن للخمرة وكان يرجع كل يوم بيته من الشغل مخمور ويبهدل زوجته زهرة ويدخل الرعب لقلب أولاده بسبب سلوكه العدواني.
ولما كان بيفوق كان بيحس إنه مكسوف من سلوكه علشان كدا كان بيفضل يقضي أوقات طويلة فى اسطمبول بعيد عن عيلته علشان يحميهم من نفسه ومن إدمانه للخمر.
ولما سمع إن السعودية بتمنع دخول الخمر وإن الشغل فيها كتير، قرر إنه يسافر هناك. لكن مشكلته مع الخمر استمرت (لأن علي كان بيقدر يشتري خمور من السوق السودا)، لكنه عزم في قلبه إنه يتغلب على مشكلته مع الإدمان. ولما كان في السعودية سافر مكة علشان يحج لأنه كان عاوز يرضي ربنا كمسلم حقيقي.
ولما كان علي في مكه، شاف حلم غير حياته للأبد. في الحلم ظهر له يسوع وقاله “أنت تخصني”. وبعد كدا لمسه يسوع وقاله “امشي من هنا لأن مكانك معايا من دلوقت.” صحي علي مليان بمشاعر الفرح لأن الحلم كان زي ما يكون حقيقي خالص. يا ترى إيه اللي حصل لعلي؟ بعدها سمع صوت يسوع مرة تاني بيكلمه ويقوله “يا علي، انت مكانك معايا.. ما تروحش تحج، سيب المكان دا.”
تاني يوم، قطع علي رحلة الحج بتاعته من غير ما يكملها ورجع للعقبة، للشقة اللي كان مشاركها مع بعض الأتراك اللي كانوا بيشتغلوا زيه في المقاولات في السعودية. وبعد ما ارتاح من رحلته واغتسل، سمع صوت ربنا بيكلمه مرة تاني، ساعتها ركع على ركبه وقال لربنا أنه مستعد يعمل كل اللي يطلبه منه. اليوم دا وبالليل سمع صوت ربنا بيقوله يرجع لبلده ولعيلته في تركيا وفعلاً سافر علي وترك السعودية بعد كدا بكام يوم.
لما رجع علي لتركيا ولما سمعوا أهله وأصحابه برجوعه، راحوا علشان يزوروه ويسلموا عليه وفي زياراتهم ليه كان علي بيقولهم أن يسوع ظهر له في السعودية وإنه دلوقت بقى مسيحي.
ما حدش من أصحابه أو جيرانه كان بيصدقه، لكن مراته وأولاده شافوا التغيير الإيجابي اللي حصل في حياته. أتصالح علي مع مراته زهره وطلب منها أنها تسامحه على الطريقة اللي كان بيعاملها بيها وفي المقابل، عبرت زهره عن استعدادها أنها تشارك علي إيمانه الجديد. لكن كان فيه مشكلة أن ما كانش عندهم كتاب مقدس يقروه أو كنيسة يحضروها وماكانوش يعرفوا أي شخص مسيحي.
وبسبب احتياج علي للشغل، اضطر إنه يسافر اسطمبول علشان يلاقي شغل كويس يقدر يكفي احتياجات عائلته المادية، لكن بعد كام شهر أصبح من الواضح أن الوضع دا مش ممكن يستمر لأنه زهره وأولاده كانوا بيفتقدوه جداً، علشان كدا قرر إنه يرجع لبيته.
وفي يوم من الأيام وفي أثناء ما كان بيسمع الراديو وسمع المذيع بيتكلم عن يسوع، فطلب من زهره إنها تيجي تقعد جنبه وقالها أنه صوت يسوع بيتذاع من جوه الراديو.
ومن خلال البرنامج المسيحي المذاع في الراديو حصل علي على نسخة من العهد الجديد في البريد.
ولحد النهاردة علي لا يزال بيشارك إيمانه المسيحي بكل علانية وبدون خجل، أما الخمرة فلم يعد لها سلطان على حياته واصبح بيحب زوجته ويقدرها بعد ما كان بيسيئ معاملتها. فعلا علي أصبح خليقة جديدة في المسيح.