كانت ديني البالغة من العمر 12 سنة قريبة جداً من والدها وعلشان كدا انهارت لما والدها اتوفى فجأة، لكن حزنها اتحول لغضب وكره شديد لما عرفت إنه كان على علاقة غير شريفة بخالتها “سونداري” وإنها اصبحت حامل منه. وفي نفس الوقت عرفت كمان أن والدتها “ولانداري” حامل هي كمان من والدها.
تركت الخالة “سونداري” المدينة بعد الفضيحة في الوقت اللي كانت والدة ديني “ولانداري” بتعمل كل اللي تقدر عليه علشان تعول عيلتها وتكفي طلباتهم ولما ولدت طفلها الأخير، عرضت ثلاثة من أولادها للتبني وتركت المدينة بتاعتها وسكنت في مدينة اسمها “سيمارانج” مع ديني وباقي أولادها.
وبعد مرور اربع سنين، قررت “ولانداري” إنها تتجوز تاني. شعرت ديني ساعتها بالخيانة تجاه والدتها لأنها أخذت قرار زي دا بدون استشارة حد في العائلة. شعرت ديني بإن والدها خذلها بسلوكه ودلوقت والدتها بتعمل نفس الشيء.
بدأت ديني تكون صداقات مع أصحاب سوء في المدرسة وعدت في مرحلة من التمرد على كل شيء فكانت بتزوغ من الفصول بتاعتها وما كانتش بتلتزم بالزي المدرسي وكثير ما كانت بتدخل في خناقات مع أصحابها. ولما حصل إن شوية من أصحابها بدأوا يواجهوا مشاكل خطيرة مع السلطات بدأت تسأل نفسها “هل دي نوع الحياة اللي أنا عاوزاها لنفسي؟ صحيح إن الحياة المتدينة لم تكن مصدر سعادة لي، لكن كمان الحياة بدون قواعد أو قوانين مش حياة أحب أعيشها.”
بحلول شهر رمضان بدأت ديني تصوم وتصلي وتمارس شعائر الإسلام بتقوى وإخلاص. وفي ليلة من ليالي رمضان، قررت إنها تصلي صلاة التراويح وفيها طلبت من الله بعض العلامات. كان قلبها مليان بالإيمان أن الله هيستجيب صلاتها. اعترفت بإنها مش عارفه إزاي تنال رضى الله .. بكت وطلبت من ربنا إنه يعلن لها عن السبيل الصحيح والطريق للحياة الصالحة اللي لازم تسلك فيه وتتبعه. والأكثر من كدا أنها وعدت ربنا إنه لو اعلن لها بطريقة معجزية عن مشيئته لحياتها إنها هتعمل كل اللي يطلبه منها.
ساعتها، ظهر نور ساطع قدام ديني وشافت صورة راجل بيقرب منها، كان لابس ثوب أبيض لكنها ما قدرتش تشوف وجهه بوضوح. من غير ما حد يقولها، عرفت إنه يسوع المسيح. مد يسوع إيده لديني وقال لها “اتبعيني.” ارتبكت ديني وتساءلت مع نفسها “يا سيد، أنا مسلمة، إزاي اتبعك؟” لكن في أعماق أعماق قلبها كانت عارفه إن تبعية يسوع كانت القرار الصحيح اللي لازم تأخذه. قالت له، “يا رب، إن كان دا هو الطريق الحق، فأنا عاوزه اتبعك.” ساعتها شعرت بسلام في قلبها عمرها ما شعرت بيه قبل كدا واختفى الشخص اللي كان لابس ثوب أبيض.
بعد الرؤية اللي شافتها ديني، قررت إنها تسلم حياتها للمسيح وبدأت في قراءة الكتاب المقدس. لما اكتشفت عيلتها إنها أصبحت مسيحية، بدءوا يضطهدوها لكنها لم تتراجع عن وعدها باتباع المسيح. ولما اصبح سنها 16 سنة، اجبروها أهلها أنها تسيب البيت. سافرت لمدينة تانية وقدمت لنفسها في المدرسة وكانت بتعول نفسها بشغل نصف الوقت. وبعد مرور وقت، حاولت إنها تتصالح مع عائلتها وقبلت أخوها “بامبانج” ابن خالتها “سونداري” وندمت على معاملتها السيئة لخالتها “سومداري واتصالحت كمان مع والدتها وباقي عائلتها. لكن الاختبار الأعظم بالنسبة لها كان أنها تسامح والدها لأنها أدركت أن شعورها بالمرارة تجاه خيانته ليها ولوالدتها منعها من أنها تغفر له. وفي يوم من الأيام وفي أثناء توقف القطار في محطة المدينة اللي اتولدت فيها، عزمت إنها تأخذ الخطوة المهمة دي وتسامح والدها.
والنهارده ديني بتعمل كل اللي تقدر تعمله علشان توصل الحب والغفران للآخرين وتكون شهادة حقيقية للإنسان اللي ممكن يعمل كل شيء في المسيح. (فيلبي 4: 13)